الإعجاب تحت قناع الحب في الله
ذات صباح ذهبت حنين إلى مدرستها الأهلية بكامل أناقتها وتألقها .
سألتها صديقتها عبير : آآه يا حنين إلى متى ؟
قالت حنين : ماذا ؟ لم افعل شيء ؟ ألا زلت مصرة أنني معجبة بهيام ؟ اقسم لك إنها صداقة عادية ومحبة في الله.
قالت عبير : هداك الله .
ردت حنين : وإياك.
قالت عبير : هيا هيا وإلا تأخرنا عن الطابور الصباحي.
قالت حنين : آآآه حسنا هيا ولكن لن أسكت أبدا.
وأخذن يتجاذبن أطراف الحديث إلى أن انتهت مدة الاستراحة.
و عبير تراقب كل ذلك وقلبها يتقطع على صديقتها حنين
وقررت بعد تردد أن تخبر المرشدة الطلابية بحال حنين و أن مستواها الدراسي بدأ بالهبوط
وفي غرفة المرشدة الطلابية
عبير : السلام عليكم.
المرشدة الطلابية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عبير , تفضلي .
عبير : أستاذة أنا ...
المرشدة الطلابية : أنت تريدين تغيير حال حنين صحيح ؟
عبير : نعم وكيف عرفتِ ؟
المرشدة الطلابية : أنا أعلم بكل شيء في المدرسة يخص الطالبات , وأنتِ ما شاء الله طالبة مثالية ووفية لصديقتك
, وكنت انتظر أن تأتي أو تأتي حنين بنفسها .
عبير : آآآه يا أستاذة أرجوك هل هناك حل لما هي فيه ؟
المرشدة الطلابية : نعم بإذن الله سنتعاون أنا وأنت لإنقاذ صديقتك من كابوس الإعجاب , ولكن أريد أن تجيبي على أسئلتي لو سمحتِ .
عبير : حسنا .. لا بأس.. تفضلي.
المرشدة الطلابية : ما هو عمل والدا حنين ؟ ومتى يعودان من عملهما ؟
عبير : سؤال غريب ! ولكن سأجيب .. يعمل والد حنين مديرا لإحدى الشركات الضخمة يذهب إليها في الصباح الباكر ولا يعود إلا بعد منتصف الليل
و والدتها تعمل في مشغل لتصميم الأزياء و تذهب إلى مشغلها في الساعة 4 عصرا وتعود الساعة 9 مساءً.
المرشدة الطلابية : وما هو مستوى أسرتها المادي ؟
عبير : بيت حنين قصر ضخم به كل وسائل الترفيه و كل ما تحلم به كل فتاه
و فوقهذا فهي لا تتعب نفسها بفعل شيء فكل الأعمال الخاصة بها تنجزها خادمتها الخاصة و بقية خدم المنزل.
المرشدة الطلابية : وكيف تقضي حنين وقت فراغها ؟ وهل تشكو من شيء ؟
عبير : تقضي حنين معظم وقتها بين التلفاز و الانترنت , اذكر مرة أنها قالت لي بأنها تتمنى أن تجتمع بوالداها و تتحدث معهم عن ما
يحدث معها في المدرسة و تناقشهم في أمورها المختلفة ,
و بعد أن قالت لي هذا الكلام دمعت عيناها ولم تستطع أن تكمل حديثها معي .
المرشدة الطلابية : كما توقعت فهي لم تجد الحب في بيتها وبحثت عنه في المدرسة , هل تحفظين يا عبير رقم منزل حنين ؟
عبير : نعم .
وأعطتها المرشدة الطلابية ورقة صغيرة وقلم و كتبت رقم منزل حنين وكلها سعادة لأن همها سيزول بإذن الله .
وفي المساء اتصلت المرشدة الطلابية بمنزل حنين وردت والدتها على الهاتف وقالت لها المرشدة عن حال حنين
وكيف أن قلبها الصغير تلوث بحب ٍ ليس لله كما كانت تتوهم
,[ و جعلت والدتها بين خياران : إما أن تضيع ابنتها من بين يديها , أو أنها تزرع السعادة الحقيقية من جديد في قلب ابنتها و تغمرها بالحب والحنان اللذان افتقدهما ذلك القلب الصغير].
فقالت أم حنين للمشرفة : آآآآه لم أكن اعلم أن ابنتي الوحيدة تفتقد حناني و حبي أو أنها حزينة , فنحن نوفر لها كل وسائل الترفيه و لم نوفر لها جو الأسرة الحقيقي.
المرشدة الطلابية : وأنا متألمة أيضا لحالها فهي كاِبنتي وأكثر . آسفة أطلت عليك . فكري في الموضوع وتصرفي بسرعة قبل فوات الأوان ... مع السلامة .
قالت أم حنين لأباها عن الاتصال و تقطع قلبه حزنا عليها و قررا معا على تحسين حال أسرتهما الصغيرة.
قررت الأم أن تعمل في المنزل ولا تخرج أبدا من المنزل و ترسل الأزياء التي تصممها إلى مشغلها
وتذهب لزيارته و الإشراف عليه لمرة واحدة في الشهر ,
وقرر الأب أن يقلل من ساعات العمل بدلا من أن يعود في المساء قرر أن يعود في الظهيرة.
وبعد مرور أسبوع ...
ذهبت عبير إلى المرشدة الطلابية و شكرتها لان حنين لم تعد تحب الهام ذالك الحب الجنوني
واصبحت علاقتها بها علاقة سطحية , و لا تقضي معها الساعات الطوال
كما أن مستواها الدراسي ارتفع ارتفاعا ظاهرا والتحقت بحلقة تحفيظ القرآن في المدرسة
و لم تحتمل عينا عبير البريئتان أن تمسكا دموع الفرح و كذلك المرشدة الطلابية .
" النهاية "
بقلمي / باب الأسرار
هذه القصة اشتركت بها في مسابقة في المدرسة
آراءكم و انتقاداتكم الهادفة
بقلمي / باب الأسرار
هذه القصة اشتركت بها في مسابقة في المدرسة
آراءكم و انتقاداتكم الهادفة
0 التعليقات:
إرسال تعليق